قيم هذا المقال
هل تحل مجموعة "أكديطال" أزمة القطاع الصحي بإقليم الحسيمة؟ (0)
الطريق الجهوية 610.. إهمال المقطع بين إمزورن وتمسمان ودراسات لبناء 8 قناطر بإقليم الناظور (0)
وزارة النقل ترد على مطلب إحداث خط بحري بين الحسيمة وطنجة (0)
مئات المهاجرين يحاولون اقتحام معبر سبتة ويرشقون القوات العمومية بالحجارة (فيديو) (0)
- هل تحل مجموعة "أكديطال" أزمة القطاع الصحي بإقليم الحسيمة؟
- الطريق الجهوية 610.. إهمال المقطع بين إمزورن وتمسمان ودراسات لبناء 8 قناطر بإقليم الناظور
- توقعات احوال الطقس بمنطقة الريف يوم الاحد
- نقابة : التهميش والبطالة يدفع شباب إقليم الدريوش للهجرة
- .
- مئات المهاجرين يحاولون اقتحام معبر سبتة ويرشقون القوات العمومية بالحجارة (فيديو)
- تفكيك شبكة إجرامية تتاجر بالأسلحة في بروكسل وضبط ترسانة ضخمة
- "شاريوت" تعلن عن اكتشافات جديدة للغاز في المغرب
عنان بن داوود قائد حركة اليهود القرائين
كان لعنان بن داوود[1] الدور الأكبر في ظهوره حركة اليهود القرائين، ولولا ظهوره، لما كان لهم هذا الأثر الكبير في تاريخ اليهودية، وكان عنان عالماً يهودياً عراقياً، ولد وعاش وتوفي في القرن الثامن الميلادي/الثاني الهجري، وكان ظهوره كمعارض لليهود التلموديين ويذكر ابراهام بن داوود (من القرن الثاني عشر الميلادي)، أن ظهور عنان كان أيام الجاءون يهوداي بن نحمان، الذي كان رئيس مدرسة سورا في (757-761) وذكر ابراهام ابن داوود أيضاً، وبعض المؤرخين المسلمين بأن عنان كان من نسل داوود النبي.
درس عنان اليهودية من الصغر، وكان من أساتذته علماء مشهورون، مثل الجاءون[2] يهودا بن نحمان، وقد وصل إلى مراتب علمية متقدمة. وقد أقر بذلك العلماء اليهود واعترفوا به عالماً متميزاً.
وكان عنان مرشحاً لتولي رئاسة الطائفة، لتوفر الشروط فيه، ولكن يبدو أن آراءه المخالفة لليهودية الرسمية وللحاخامين، حرمه من ذلك ورُشح بدله أخوه حنانيا.
وعدم ترشيحه يرجع إلى اختلافه في بعض قضايا الشريعة، ومن المسائل الرئيسية التي رفضها عنان، نجد مرجعية التلمود وتقديسه، فالتلمود يعتبر عند اليهود (شريعة شفوية)، مقدسة، إلى جانب التوراة، التي تعتبر (الشريعة المكتوبة) فهو رفض أن يكون للتلمود قدسية على التوراة، لأن كل ما فيه آراء الحاخامين وأحكامهم فالتوراة وحدها التي يجب الاعتماد عليها في أخذ الشريعة اليهودية.
وكان من المسائل المهمة التي انتقدها عنان أيضاً مسألة التقويم الشرعي، فاليهود في عصره، كانوا ومازالوا إلى اليوم، يعتمدون الحسابات الفلكية في تحديد اليوم الأول من الشهر، ولكن عنان انتقد هذا النظام وطالب اليهود بالرجوع إلى ما كانت تأخذ به اليهودية القديمة، وهو تحديد اليوم الأول من الشهر، بواسطة رؤية الهلال.
وهذه القضية ذات أهمية شرعية عند اليهود في تحديد أوقات المناسبات الدينية والأعياد.
وما أن شاعت آراء اليهود بين اليهود، حتى أيده مجموعة منهم، ولم تكن المؤسسة الدينية لتحتمل نقدها ونقد التلمود، خاصة وأن عنان بن داوود لم يكن من عامة الناس بل كان عالماً، له مكانته العلمية. وقد أصدرت اليهودية في حقه قراراً بطرده، كما قامت المؤسسة الدينية اليهودية بتقديم شكوى إلى الحكومة البغدادية بتهمة المروق عن الدين، والخروج عن التعاليم اليهودية الرسمية.
وقبض على عنان وأودع السجن، ويذكر بعض القرائين مثل الياهو بن أبراهام أن عنان حكم عليه بالقتل. ويذكر أيضاً أنه التقى بعالم مسلم هو أبا حنيفة النعمان، ولما علم هذا العالم بقته اقترح عليه أن يلتقي بأبي جعفر المنصور، ويشرح له رأيه ومعتقده باليهودية وأنه لم يخرج عنها بل لديه آراء تخالف التلموديين، وقد رتب له الخليفة لقاء على إثره أمر بإخراجه من السجن وإطلاق سراحه.
وقد ألف عنان بن داوود كتاباً في الفقه بعنوان (سفرها مصفوت) (كتاب الفرائض) وقد كتبه باللغة الآرامية، وكتاب الفرائض كتاب مختصر في أحكام الفقه اليهودي، وقد عثر على بعض بقاياه في جنيزة[3] القاهرة.
وعنان بن داوود لم يعتمد على رأي حاخام من حاخامي اليهود، إنما التوراة مصدر أحكامه الفقهية، وقد حث عنان وأصحابه على الاجتهاد والأخذ به.
وقد أصبح كتاب الفرائض موضوع دراسة وشروح وتعليقات حنى من قبل معارضيه من الجماعات اليهودية. وأصبح عنوانه نموذجاً إقتفاه العلماء فيما بعد. حيث ألف الكثير منهم كتاب في الأحكام الشرعية، تحت عنوان (سفرها مصفوت)
وبرفض التلمود من قبل عنان وأتباعه أصبحت التوراة المصدر الرئيس عندهم.
وهكذا كانت مهمة عنان من حركته إرجاع اليهودية إلى أصولها الصحيحة وتطهيرها مما علق بها من تشويه.
ونجد من آراء عنان المهمة والتي أصبحت موضع خلاف بين القرائين والتلموديين نجد:
-أن قواعد النحو واللغة المعروفة لا تطبق على التوراة، وإن كان هناك تعارض بين نصان متعارضان فبي الظاهر، فيجب أن تكون هناك قاعدة جديدة تطبق على النص الذي بدا متناقضاً.
-كما أوجب عنان صيام اليوم السابع من كل شهر، ووجوب صوم سبعين يوماً من 13 نيسان إلى 23 سيوان.
-كما حرم اللحم على اليهود وهذا ما أكده القرقساني.
-كما حرموا شرب النبيذ في القدس.
-ومن آرائه أن من يتحول إلى اليهودية في الرجال، يجب أن يختن في اليوم الحادي عشر من الشهر والمرأة يجب أن تتحول في اليوم الثامن الشهر.
وبعد وفاة عنان عرف أتباعه باسم العنانية نسبة إليه. حيث لم يكن قد ظهر اسم القرائين بعد.[4]
رجاء موليو طالبة بسلك الدكتوراه/تخصص التاريخ والتراث/ابن طفيل المغرب
[1]- "عنان بن داود": هو مؤسس الطائفة القرائية والذين لا يعترفون بالتلمود ويكتفون بالعهد القديم بصورته الثلاثية (التوراة التلمود الكتب). حيث أنه أسس هذا المذهب بقواعد إسلامية خالصة، وتذكر المصادر العبرية (هاقرائيم- مسوروت- يروشالايم) قصة تأسيس عنان بن داود لمنهجه بعد أن التقى بالإمام أبي حنيفة النعمان في السجن، بسبب خلاف نشأ حول منصب رئاسة الجالوت في بابل، حيث تطلع عنان وهو من نسل داود إلى الرئاسة، في الوقت الذي تم اختيار أخيه الأصغر حنانياً، وذلك بسبب أراء عنان المعارضة للتلمود. وبكثرة حب مؤيديه له تم اختياره رئيساً للجالوت. ونشأ انقسام بسببه دخل عنان للسجن، ولكن استطاع بناءاً على نصيحة أبي حنيفة النعمان أن يثبت للخليفة براءته، وأنه ذو مذهب يهودي جديد. واستطاع الخروج ليواصل قيادة أتباعه وقد كانت الفرقة القرائية يؤلفون باللغة العربية لأنهم عاشوا في البلاد الإسلامية بخلاف الربانيين الذين كتبوا العربية بحروف عبرية. (التأثير الإسلامي في الفكر الديني اليهودي دراسة نقدية مقارنة لطافة القرائين، محمد جلاء محمد إدريس، ص: 110-111.
[2] - الجاءون: جمع عبري مفردها جاءون، هو لقب يعطى لمن يصل لأعلى رتبة علمية في الدين اليهودي معناه سمو أو مفخرة.
المرجو عدم تضمين تعليقاتكم بعبارات تسيء للأشخاص أو المقدسات أو مهاجمة الأديان و تحدف كل التعليقات التي تحتوي على عبارات أو شتائم مخلة بالأداب....
عدد التعليقات (0 )
أضف تعليقك