قيم هذا المقال
أوروبا تستعد لتطبيق نظام جديد للدخول والخروج من منطقة شنغن (0)
أمغار يدعو إلى تحفيز مشاريع الطاقة المتجددة بإقليم الحسيمة (0)
اختيار المغرب والبرتغال وإسبانيا رسميا لاستضافة كأس العالم فيفا 2030 (0)
- هولندا.. وفاة غامضة لشاب من أصل مغربي تحت جسر بامستردام
- أوروبا تستعد لتطبيق نظام جديد للدخول والخروج من منطقة شنغن
- مــصـرع سـائق سيارة في حـادث مـأسـاوي نواحي الحسيمة
- أمغار يدعو إلى تحفيز مشاريع الطاقة المتجددة بإقليم الحسيمة
- انهيار جزئي لقنطرة يعزل العديد من السكان بالسواني (صور)
- اختيار المغرب والبرتغال وإسبانيا رسميا لاستضافة كأس العالم فيفا 2030
- درجة الحرارة تنزل الى ناقص 4 درجات بالريف
- الناظور والحسيمة ضمن الاقاليم المستفيدة.. المصادقة على 56 مشروعا استثماريا بقيمة 134 مليار درهم
رأي : الريف و أهله.. مخفيون في التاريخ و التاريخ مخفي عنهم
لم تعرف منطقة مغربية تعتيما تاريخيا بالقدر الذي عرفه تاريخ منطقة الريف المغربي هذا التعتيم يصل في بعض الأحيان إلى مستوى التظليل و إحلال أحداث أخرى تزيف الحقيقة و تؤسس لمنهجية " الكذبة التاريخية" التي تصوغها بدقة جحافل " المزورين الرسميين" من إعلام و باحثين أكاديميين و رجال الفكر و الثقافة المختلفين.إن تغييب جزء من أرشيف الوطن و إقبار كل المحاولات الجادة لنفض الغبار التاريخي المتراكم حوله بذرائع " سياسوية " ضيقة لا يساعد في شئ خطوات المصالحة و الإنصاف التي رفعت كشعار لمرحلة جديدة بين الريف و المركز بل يعمق الهوة و ينقل الصراع بينهما الى ميدان البحث التاريخي و التحقيب في تاريخ المنطقة خصوصا في ظل " تجميد" مشروع متحف الريف و ما خلفه من قراءات مؤكدة لمسلسل تضييع تراث الريف الممنهج و لفكرة الخوف من هذه الذاكرة التي لا زالت تشكل كابوسا للبعض من النخب السياسية المغربية و لم تستطع تجاوزها الى اليوم .
إن جزءا كبيرا من الإقصاء الإقتصادي و الإجتماعي في الريف سببه تاريخي بالأساس لا زال يتغذى على أطروحات حزبية حاكمة تنتمي لزمن ما بعد الإستعمار بكل حمولته الأنثربولوجية و الثقافية و التي إتخذت موقفا مناهضا للريف و قضاياه و أصبحت تشكل لوبي ضد كل محاولات تطويره في المركز و تلوح بالفيتو المسقط لكل مشروع يروم إنتشال المنطقة من تخلفها و إقصائها و هو ما يؤكده واقعة أحد وزراء التجهيز المتعاقبون حينما قال لأحد برلمانيي المنطقة في معرض الحوار بينهما أن مشروع تثنية و إصلاح طريق تازة الحسيمة لا يهمه في شئ إتمامه لولا حرص جلالة الملك و تأكيده المستمر على تفعيل سبل إخراج المنطقة من عزلتها ( أورد هذه المحاورة الدكتور علي الإدريسي) .إن هذه الذهنية التدبيرية و التنفيذية التي ترى الريف مجالا لا يصلح للتنمية هي نفسها الذهنية التي تؤرشف تاريخ المنطقة اليوم و تكتب تاريخه في الظلام لطمس حقيقة جزء من المغرب كان كل ذنبه كونه مسرحا تاريخيا لأمجاد و ملاحم ابهرت دول العالم و دانت بتفوقه أمم الأرض و لا زال يزين صفحات التاريخ بعبق البطولات المسطرة و هو ما أكده الملك الحسن الثاني رحمه الله في كتابه " التحدي" حينما قال أن المغرب لم يعش ظروفا استعمارية قاسية إلا بعد حرب الريف في إشارة الى قدرة هذه الحرب على شل يد المستعمر و تجميع قدراته و إنتباهه في محاربته .
إن التصالح مع الذات التاريخية مقدمة ضرورية لكل تنمية حقيقية منشودة و مدخل لتذويب المخاوف و سوء الفهم الذي عمر لما يقارب القرن من الزمن و هو الكفيل أيضا بإنصاف المنطقة و التصالح مع تاريخها حتى نتفرغ لعطب التنمية الذي أصبح "أم العقد" بالمنطقة.
إن الريف المتهم المظلوم لا زال الى يومنا هذا يقدم الأدلة تلو الأدلة على ولاءه للوطن و يدفع بمفرده ضريبة هذا الولاء من لحوم و دماء أبناءه الذين قاموا بالواجب في مواجهة الإستعمار خلال القرن الماضي و لا زال أبناؤهم مرابطين أمام نتائج حروب الأباء في مواجهة السرطان الذي حل محل الإحتلال العسكري و الذي أبى إلا سكنى أجساد الريفيين كدليل عملي و شاهد أكيد أن أهل الريف دائما في رباط من أجل الوطن قديما و حديثا و أن أسطوانة الإنفصال و غيرها ليست سوى تنافس سياسي تاريخي أعقب إستقلال المغرب بين أحزاب اللطيف كما يسميها الدكتور على الإدريسي و الحركات التحررية الوطنية الحقيقية التي ساهمت بكل تجرد في الدفاع عن الوطن و ستساهم في كل مرة يقاس فيها شبر من أراضي الوطن بالدفاع عنه و حماية حدوده كما فعل أسلافهم إبان العشرينيات من القرن الماضي .
جمال الدين أجليان
المرجو عدم تضمين تعليقاتكم بعبارات تسيء للأشخاص أو المقدسات أو مهاجمة الأديان و تحدف كل التعليقات التي تحتوي على عبارات أو شتائم مخلة بالأداب....
عدد التعليقات (0 )
أضف تعليقك