English French German Spain Dutch

rif category

قيم هذا المقال

0

الكلمات الدليلية:

لا يوجد كلمات دليلية لهذا الموضوع

الرئيسية | كتاب الرأي | تجربة المدرسة الرائدة بالمغرب : الواقع و الأفاق / الجزء 1

تجربة المدرسة الرائدة بالمغرب : الواقع و الأفاق / الجزء 1

تجربة المدرسة الرائدة بالمغرب : الواقع و الأفاق / الجزء 1

في ضوء المتغيرات الحياتية  المتسارعة و الصعوبات التي يواجهها العصر الحالي أصبحت المجتمعات المعاصرة محتاجة الى تحسين مخرجاتها التعليمية و الوصول إلى إمتلاك أنجع الكفايات و الوسائل التعليمية لتحصيل المعارف و المهارات و القدرات التي تساعد المتعلم على إحتواء الكم الهائل من المعلومات و التقنيات التي تتفجر كل يوم بسرعة كبيرة لتوظيفها بما يخدم متطلبات التنمية في كل أبعادها و نتيجة للتطور التقني الهائل تأثرت العملية التعليمية على إختلاف أركانها بالمستجدات التقنية و قد فتحت هذه المستجدات أفاقا و أفكارا و أنماطا جديدة  أدت الى ظهور مفاهيم تعليمية جديدة تحاول اللحاق بالتيار و محاولة المواكبة السريعة لتحدياتها و بدأ القاموس التعليمي يستقبل مفاهيم مثل التعليم الإلكتروني و الكتاب الإلكتروني و المقرر الإلكتروني و المدارس الرائدة و هذه  الأخيرة تحديدا تعتبر أخر تقليعات القائمين على الشأن التعليمي بالمغرب و هو نموذج تعليمي " مستورد " من طرف الدولة يراد له ان ينتشل المدرسة العمومية من تخلفها عبر إستثمار التقنية في العملية التدريسية .

تعريف المدرسة الرائدة : 

تعددت التعاريف المقدمة للمدرسة الرائدة  و لكن جميعها تشترك في إعتمادها كتجربة تعليمية تقوم على مبدأ إستثمار التقنية في العملية التعليمية بما يلائم أهداف النظام التربوي بمختلف محاوره(1) حيث يعد التعليم الإلكتروني من المستحدثات التقنية البارزة و من أهم التحولات العملية في المنظومة التربوية المعاصرة .هذا النوع التعليمي المعتمد على الحواسيب و شبكات الأنترنيت و البريد الإلكتروني و الأقراص المدمجة و غيرها من الأدوات التقنية و الذي يراد له أن ينجح قسرا لا يمكنه أن يؤدي ثماره في ظل التسرع الملحوظ في تنزيله و الذي لا يراعي خصوصيات المجتمع المغربي و مدى قابلية هذا المجتمع للتعاطي معه تحديدا و أن ضعف تكوينات السادة المعلمين في مجال المعلوميات سيكون عائقا كبيرا جدا  في إنجاح هذا المشروع الذي سيرهن مستقبل المنظومة التربوية المغربية لسنوات دون ضمانات كافية لنجاحه . 

إن النظام الإلكتروني للتعليم يتطلب أفكارا جديدة مختلفة جذريا فيما يخص أدوار المعلم فهل استطاعت الوزارة  بلورة هذه الأفكار حتى يكون للمعلم القدرة على تغيير طبيعة التعليم و التعلم و هو المنوط به إنجاح هذا البرنامج برمته ؟ إن أول التحديات الذي يواجه هذا المشروع يتمثل في إيجاد إتجاهات إيجابية نحو إستخدام التعليم الإلكتروني من طرف المعلم و المتعلم كما أن تنزيل هذا البرنامج دون التمهيد له ودراسته بالإضافة الى تكوين الكوادر المنوط بها إنجاحه من بين العراقيل الواقعية لفشله فلا يكفي أن يقدم حاسوب يحمله المعلم ذهابا و إيابا للمدرسة و نقنع أنفسنا اننا قمنا برقمنة المدرسة العمومية و أصبح الكل متمكنا من إستعمالها و فهمها .إن ضعف تكوين قطاع واسع من المعلمين ( جزء كبير لم يتجاوز مستوى بكالوريا +سنتين من التكوين في النظام القديم ) و خلفية مجموعة كبيرة ايضا من خريجي الشعب الجامعية الأدبية البعيدة كليا عن دراسة و مقاربة الوسائل  الإلكترونية الحديثة سيكون حتما عائقا حقيقيا للتنزيل الأمثل لهذا البرنامج .

الإكراهات كثيرة و متعددة و سنحاول في المقالات الأخرى الكشف عن بعضها.

جمال الدين أجليان 

مشاركة في: Twitter Twitter

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 )

المجموع: | عرض:

أضف تعليقك

المرجو عدم تضمين تعليقاتكم بعبارات تسيء للأشخاص أو المقدسات أو مهاجمة الأديان و تحدف كل التعليقات التي تحتوي على عبارات أو شتائم مخلة بالأداب....

للكتابة بالعربية