English French German Spain Dutch

rif category

قيم هذا المقال

0

  1. تساقط كثيف للثلوج بمرتفعات إقليم الحسيمة (0)

  2. تجديد هياكل الفرع المحلي للجامعة الوطنية للتعليم بالحسيمة (0)

  3. بركان.. تشييع شقيق الدولي المغربي حكيم زياش في أجواء مهيبة (0)

  4. التجربة المغربية في مجال الإنصاف و المصالحة.. العدالة الانتقالية كمنهج سيادي (0)

  5. استنفار أمني بضواحي طنجة بعد العثور على جثة شخص مُتفحمة (0)

  6. إيقاف ثلاثة مشتبه فيهم بعد محاولتهم الفرار إلى المغرب عقب محاولة قتل في بلجيكا (0)

  7. تحيين جديد لأسعار المحروقات بالمغرب يخفض الغازوال إلى ما دون 10 دراهم (صورة) (0)

الكلمات الدليلية:

لا يوجد كلمات دليلية لهذا الموضوع

الرئيسية | كتاب الرأي | موضوع الإساءة للرسول..مخطط لاجهاض الربيع الثوري

موضوع الإساءة للرسول..مخطط لاجهاض الربيع الثوري

موضوع الإساءة للرسول..مخطط لاجهاض الربيع الثوري

إذا كان الإعلام أداة إيديولوجية بامتياز تلعب فيه القوى الليبرالية العالمية الدور الأكثر تأثيرا وفق مجموعة من الأهداف المحددة سلفا، فمن الضروري و نحن نستقرئ الأحداث التي تطفو على السطح مؤخرا و من بينها موضوع الإساءة إلى الرسول الأكرم (ص)... 

 و التي تعمل وسائل الإعلام على تناقلها و التركيز عليها، أن نوجه اهتمامنا إلى السياقات المميزة للظرفية التي نعيشها و إيلاء العناية للحوافز المصلحية و الدوافع الاديولوجية التي تتحكم فيها، و استجلاء خلفيات المراهنة عليها حتى لا نبقى مجرد منفعلين، و حتى نميز جيدا ما نستهلكه إعلاميا.

يتسم الظرف العالمي الراهن بقيام الربيع الثوري على مستوى منتقطتنا و تداعياته المتواصلة إقليميا و دوليا: ربيع ثوري أبهر العالم بالنظر إلى المستوى الرائع الذي أبان عنه شباب التغيير و الذي ليس فقط كونه استطاع أن يسقط الصورة الدونية الزائفة التي عمل الإعلام الامبريالي على تسويقها حول شعوبنا و التي لا تمثل في الحقيقة سوى نفس الاستراتيجية التي بنت عليها القوى الاستعمارية مبرراتها في الماضي للتدخل في سيادة بلداننا و احتلالها من أجل استغلالها تحت ذريعة إجراء الاصلاحات الازمة لتحديثنا باعتبارنا نحن شعوب "بدائية"  "فوضوية" "متخلفة" بل استطاع شباب التغيير أن يفرض نفسه كقدوة بما جسده من ملاحم بطولية في ميادين التحرير مخضبة بدماء الشهادة و كل ألوان التضحية، و بأداء حضاري راق على مستوى التنظيم تميز بالابداع في الأشكال و التعبيرات الاحتجاجية و ساده التعاون و المحبة والإيثار، و بمشاركة الجنسين على قدم المساواة، و مختلف الاتجاهات و الأطياف الاجتماعية، بإدراك و وعي قبليين بضرورة التغيير لصالح الجميع، تتويجا لسيرورة فكرية و ابداعية انطلقت بديناميكية ملفتة قبل الثورة اعتمادا على مجهوداته الذاتية  عبر حوار مفتوح و بناء استوعب مختلف التناقضات و التقاربات، أسفرت عن الاعلان عن مواقف و أفكار خلاقة و جريئة، متشبعة من جهة بقيم الديموقراطية و حق الاختلاف على أسس التعايش و التسامح بين مختلف الأجناس و المذاهب و الأديان، و من جهة أخرى متوحدة من حيث تمردها على كل أشكال الاستبداد و الاضطهاد التي تمارسها الأنظمة التي تعتير المسؤولة عم الأوضاع الغير المشرفة التي تعيشها بلداننا رغم ما تتوفر عليها من موارد و ثروات هائلة، و السبب المباشر لجميع الأمراض الاجتماعية و مظاهر الفساد المتفشي بدواليب الحكم، و النخب النفعية التي تعيش بالتواطئ معها، و لا يهمها سوى المناصب الحكومية و المصالح العينية.

و أمام هذه النجاحات و فشل كل أشكال القمع و البلطجة و التعتيم و التغليط الإعلامي... التي تم تسخيرها لإخماد نبض الشارع، و الأثر البالغ لهذه الثورات التي امتد وقعها إلى باقي بلدان العالم، خاصة منها دول شمال البحر الأبيض المتوسط التي باتت تعرف بدورها حراكا جماهيريا متناميا ضد السياسات المدمرة الليبرالية الجديدة و التي تعتير السبب وراء الأزمة المالية العالمية و الهجوم المستمر الذي يطال المكتسبات الاجتماعية في أوروبا و التي من أجلها قدمت الشعوب سابقا تضحيات جسام لانتزاعها. فمن البديهي أن القوى الليبرالية المهيمنة باعتبارها كقوى ممانعة لأي تغيير لصالح الشعوب، و لكون علاقتها التاريخية بالخصوص مع منتطقتنا مبنية على حلفية استعمارية توطدت على شكل تبيعية دائنة عبر أنظمة لا وطنية محلية تعمل على رعاية مصالحها الاستراتيجية الأمنية و الاقتصادية على حساب مستقبل أوطاننا و شعوبنا، هذه القوى الليبرالية لم و لن تقف مكتوفة الأيدي و هي تتجه نحو فقدان وصايتها على بلداننا.. التي تنظر إليها كبقرات حلوب- أمام الإرادة الجارفة لشعوبنا من أجل تقرير مصريها بنفسها و رفضها لسياسات التبعية المذلة، و أمام  المستوى الرائع الذي أبانت عنه جماهير شعبنا و التي أربكت كل الحسابات الاستعمارية بل ستقوم بكل مجهوداتها و التدخل بشكل مباشر أو غير مباشر و عبر جملة من الاجراءات الاستباقية و تحت تغطية إعلامية موجهة بعناية في انتقاء الأحداث و التعتيم على أخرى، من أجل إجهاض هذه الخطوات  الأولى نحو التغيير، و التحكم في نتائجها عبر إرساء حكومات مغلفة بزي إسلامي لا تختلف وظيفتها التبعية عن مثيلاتها من الحكومات السابقة، و تصويها للمتتبع على أنها إفرازات طبيعية لهذه الثورات، و ذلك لسحب البساط من تحت الحركات الميدانية التي تريد تغييرا حقيقيا يعيد سيادة شعوبنا على أوطانها، و لتمويه الرأي العام المحلي، و الدولي بعدم جدوى ما قامت به شعوبنا و تكوين فكرة مزيفة حول أهداف هذه الثورات لدى الآخر، و ربطها بالتطرف الديني.

  و هكذا يجب التنبيه أن إثارة حدث الإساءة إلى الرسول الأكرم (ص) و الإسلام الحنيف عموما، يأتي في سياق استمرار القوى الليبرالية في تنفيذ استراتيجياتها و أجنداتها في سعيها لإجهاض ربيعها الثوري عبر محاولتها تشتيت انتباهنا و قوانا و دفعنا نحو الارتباك و الانفعال المجاني، إذكاء ثقافة التعصب التي تعمي البصيرة و تجعل الإنسان غير قادر على إدراك التحديات المطروحة بعقلانية، و غبر قادر على الوعي المنظم بآليات المواجهة، و ذلك من أجل إبراز صورة مشوهة عن مجتمعاتنا و طمس  مختلف التوجهات العقلانية المناضلة في سبيل إحداث تغيير حقيقي، إذا كان هذا هدفها من جهة، فمن جهة أخرى تحاول دفع المجتمعات الأخرى و على رأسها المجتمع الغربي إلى التسليم و القبول بفكرة- حتمية صدام الحضارات لتكريس فوبيا و أحكام جاهزة ضد المجتمعات الإسلامية، كتوظيف إديولوجي من قبل هذه القوى لطالما التجأت إليه في السابق خاصة من الأحداث المفتعلة لـ 11 شتنبر بالولايات المتحدة و ذلك لدفع الشعوب و الحضارات إلى الحذر من بعضها بدل التواصل و التحاور بينها، لأنه بكل بساطة هذه القوى تحقق أهدافها في ظل هذا الوضع و تشرعن جرائمها، و كما يقول المثل مصائب قوم عند قوم فوائد.

 

محمد جلول البطيوي

من داخل السجن المحلي بالحسيمة

في 20-09-2012

 

 

مشاركة في: Twitter Twitter

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 )

المجموع: | عرض:

أضف تعليقك

المرجو عدم تضمين تعليقاتكم بعبارات تسيء للأشخاص أو المقدسات أو مهاجمة الأديان و تحدف كل التعليقات التي تحتوي على عبارات أو شتائم مخلة بالأداب....

للكتابة بالعربية

rif media