قيم هذا المقال
العاصفة "كلوديا" تقترب من السواحل الإيبيرية وتؤثر على أجواء المغرب بأمطار ورياح قوية (5.00)
إطلاق نظام جديد لتبسيط طلبات التأشيرة الفرنسية من المغرب (2.57)
بني بوعياش.. ارتباك وفواتير كهرباء مرتفعة بعد انتقال التدبير إلى الشركة الجهوية (0)
المدير العام للأمن الوطني يتقلَّد وسام الصليب الأكبر للاستحقاق للحرس المدني الإسباني (0)
استئنافية الحسيمة تؤيد أحكاما صادرة في حق متهمين على خلفية أحداث إمزورن (0)
هذا ما قررته المحكمة في أول جلسة للنظر في ملف عزل رئيس جماعة تارجيست ومن معه (0)
مشروع لتأهيل ميناء الحسيمة ضمن مشاريع تطوير البنيات المينائية بالمغرب (0)
- بني بوعياش.. ارتباك وفواتير كهرباء مرتفعة بعد انتقال التدبير إلى الشركة الجهوية
- المدير العام للأمن الوطني يتقلَّد وسام الصليب الأكبر للاستحقاق للحرس المدني الإسباني
- استئنافية الحسيمة تؤيد أحكاما صادرة في حق متهمين على خلفية أحداث إمزورن
- هذا ما قررته المحكمة في أول جلسة للنظر في ملف عزل رئيس جماعة تارجيست ومن معه
- العاصفة "كلوديا" تقترب من السواحل الإيبيرية وتؤثر على أجواء المغرب بأمطار ورياح قوية
- مشروع لتأهيل ميناء الحسيمة ضمن مشاريع تطوير البنيات المينائية بالمغرب
- إطلاق نظام جديد لتبسيط طلبات التأشيرة الفرنسية من المغرب
- البوطاهري يطالب الوزارة بإحداث خط جوي مباشر بين الحسيمة والرباط
معاناة لا تنتهي لأطفال مرضى السرطان بالحسيمة
جلس (ف) شارد الذهن، ينتظر نهاية الاجتماع الذي يعقده مدير مصلحة أمراض الدم والأورام (الأطفال)، التابع لمستشفى الأطفال بالرباط مع أطباء المصلحة، لكي يتمكن من الدخول إلى مكتبه، ليشرح له معاناته منذ أسبوعين، على خلفية إصابة ابنته البالغة 15 سنة، بمرض السرطان. بدأت محنة (ف)، بعد رفض إدارة المركز الجهوي للأنكولوجيا بالحسيمة استقبال ابنته المريضة، بدعوى أنها قاصر، والمركز لا يتوفر على بنيات صحية تؤهله لاستقبال الأطفال مرضى السرطانات، إذ تقتصر العلاجات التي يقدمها على الكبار، لذلك أخبرته إدارة المركز الجهوي أن عليه أن ينتقل إلى الرباط، وبالتحديد إلى مصلحة أمراض الدم والأورام (الأطفال)، الذي يتوفر على الاختصاص في هذا الشأن، وسلمه رسالة مشفوعة بتوقيع إدارة المركز، ليسلمها إلى المصالح الطبية المختصة بالرباط.
بعد حلوله بالرباط وبمصلحة أمراض الدم والأورام الخاصة بالصغار، رفضت طبيبة استقباله، لأنه «أخطأ العنوان»، فالأطفال مرضى السرطانات المنتمون إلى جهة الحسيمة تازة تاونات، عليهم أن يتنقلوا إلى فاس، وليس إلى الرباط، إلا في الحالات التي يثبت فيها المركز الجهوي لفاس عدم أهليته، وفي هذه الحالة، عليه أن يسلم للمعنيين بالأمر وثيقة موقعة من قبل مسؤولي المركز تُقدم إلى المصالح الطبية المختصة بالرباط.
أحس (ف) بـ»الحكرة»، بسبب غياب بنيات استقبال ملائمة، والبرودة التي استقبل بها في مصلحة أمراض الدم والأورام (الأطفال) بالرباط. التعقيدات الإدارية فرضت عليه التنقل مرارا بين الحسيمة والرباط، قاطعا مسافة لا تقل عن 445 كيلومترا.
بعدما انتظر أزيد من ساعة نهاية اجتماع رئيس المصلحة المذكورة، لم تتم المناداة عليه، ما اضطره إلى الدخول دون استئذان، ليتم استقباله ببرودة، ويفاجأ برئيس المصلحة يُخبره بأن الأخيرة غير مؤهلة لاستقبال المريضة، لأنها مصابة بنوع من السرطانات لا تُصاب به سوى النساء المتقدمات في السن، وبالتالي، عليه أن يتوجه إلى مركز الأنكولوجيا مولاي عبد الله. رفض الأخير أن يفتح ملف العلاج للمريضة، إلا بعد تسلمه شهادة من مصلحة الدم والأورام (الأطفال)، تثبت عدم اختصاصها، ليعود (ف) أدراجه، ويواجه مدير المصلحة من جديد بهذا المستجد الطارئ.
معاناة (ف) جزء من معاناة شريحة واسعة من قاطني الحسيمة والناظور ومدن الشمال الأخرى، الذين يصاب أبناؤهم الصغار بأمراض السرطان، إذ عليهم أن يشدوا الرحال إلى فاس أو وجدة، في غياب مصلحة متخصصة في علاج مرضى سرطان الأطفال بالمركز الجهوي للأنكولوجيا بالحسيمة.
هذا الواقع يفرض على أسر المرضى السقوط في مهاوي التنقلات الماراثونية بين مدينة الإقامة ومدينة العلاج، وما يستتبعه ذلك من إرهاق ينتهي بأغلبية الأسر إلى الاستسلام، وعدم إخضاع أبنائهم المرضى للعلاج، خاصة الأسر الضعيفة الدخل.
ويتساءل قاطنو الحسيمة والمناطق المجاورة عن جدوى افتتاح مركز للأنكولوجيا بالمدينة، إذا كان لا يوفر علاجات للأطفال؟ علما أن العديد من الأسر لا تستطيع أن تنتقل إلى فاس أو وجدة، بالنظر إلى وضعيتها الاجتماعية الهشة، خاصة أن هذا التنقل يفرض تكاليف باهظة على مستوى الإقامة، تنضاف إلى تكاليف العلاج خارج الحسيمة. قبل سنوات، نبهت جمعيات المجتمع المدني والحقوقي بالحسيمة، إلى أعطاب المركز الجهوي للأنكولوجيا بالمدينة، على مستوى الاختلالات التي يعانيها المركز، بسبب نقص البنيات العلاجية والخدماتية، وافتقاره إلى متخصصين تقنيين، والتجهيزات الضرورية، ما يثير التساؤل حول جدوى إقامة مصلحة متخصصة في علاج السرطان لا تتوفر على وسائل التطبيب والعلاج، وتستثني الأطفال من الخدمات المقدمة؟
جمال بورفيسي / الصباح
المرجو عدم تضمين تعليقاتكم بعبارات تسيء للأشخاص أو المقدسات أو مهاجمة الأديان و تحدف كل التعليقات التي تحتوي على عبارات أو شتائم مخلة بالأداب....


-1-
8 شتنبر 2014 - 19:39
أضف تعليقك